"‏" الحملة الوطنية لمواجهة التوطين السوري 

حساب يروج لخطاب الكراهية ضد السوريين    

حنان العلي 

 

ينشط على منصة " X" صفحة تحت عنوان " الحملة الوطنية لمواجهة التوطين السوري في لبنان " تم انشاؤه في أيلول عام 2011 ويبلغ عدد متابعيه أكثر من 5 الاف متابع، تتناول موضوع النازحين/ات السوريين/ات في لبنان على كافة الأصعدة بطريقة استفزازية أثارت الانقسامات والتوتر بين اللبنانيين/ات والنازحين/ات السوريين/ات كما يستخدم لغة عنصرية تحريضية تشجع على التفرقة والكراهية بين مجموعتين، كما استخدام أساليب سلبية تفرق بين الناس وتزرع البغض . 

لغة عنصرية تحريضية  

رصدت معدة التقرير عينة عشوائية في الفترة ما بين 9 شباط -6 آذار  2024  وبلغ عددها 20 تغريدة وتضمنت العينة التغريدات التي  تحمل عبارات تمثل كراهية وعنصرية  وقامت بتصنيفها تحت العناوين التالية النوع الأول اندرج تحته عبارات تتضمن مصطلحات الحرب ومشاعر الخوف أما النوع الثاني فيندرج تحته العبارات التي تتضمن الصورة النمطية السلبية استخدام مثل هذه العبارات يعمل على اثارة الفتن بين مكونات المجتمع ويؤدي إلى الفرقة والتناحر كما تفقد المجتمع تماسكه الداخلي، ويعمل خطاب الكراهية بالتأثير السلبي على منظومة القيم المجتمعية فهذه اللغة تسعى الى نشر ثقافة عدم القبول بالآخر وفكرة تفوق الشخص والاستعلاء وإطلاق  صورة نمطية ضد الآخر اضافة الى مساهمتها في التحريض على العنف المجتمعي . 

مصطلحات الحرب ومشاعر الخوف  

عندما تتلاعب الخطابات بمشاعر القلق والخوف من الآخر، يتم وضع المجتمع في حالة تعبئة قصوى. عندها يستخدم الخوف لتحويل الموافقة على الخطابات إلى ردود فعل لا إرادية. يُظهر استخدام الخوف في هذه السياقات تلاعباً مضللاً يركز أكثر على نشر الخوف بدلاً من استندات واقعية ويشجع على افعال بعيدة عن المسؤلية المجتمعية ومفهوم سيادة دولة القانون وما يتضمنه الدستور اللبناني كما الإعلان العالمي لحقوق الانسان. 

عندما يُشعر الناس بأن قيمهم المشتركة مثل الدين والتقاليد واللغة تتعرض لتهديد الزوال سيحاولون بكل الطرق الممكنة الحفاظ عليها. وعندما يربط الخوف بخطر يمكن أن ينطلق في أي وقت، يؤدي هذا الى القلق دائم بشأن استمرارية الآخر والعواقب الوخيمة التي قد تنجم عنها. 

يُنظر إلى النازحين على أنهم مهددون للكيان يُشجع على خوف من فقدان الهوية والحرية، يتم تحويلهم إلى أعداء وتجريدهم من انسانيتهم. هذا يبرر الكراهية والعنف ضدهم تحت غطاء حجج مثل تهديد للهوية الوطنية وارتفاع معدلات الجريمة. تُحشد هذه المصطلحات لنشر الخوف من الآخر وتشجيع التحريض ضدهم والعبارات هي : " اجتحتم بلادنا " "اكبر خطر ممكن يمس وطنك " " لن يأمن أي طفل في لبنان بوجودهم " " بيتك اللبناني مهدد ، رزقك مهدد ، امنك مهدد ، بيئتك مهددة ، واهلنا لن يكون بخير في ظل الاحتلال الديموغرافي السوري " " الاستيطان السوري " " المستوطن السوري " " خلو عيونكن مفتحة كل سوري بلبنان هو مجرم او مشروع مجرم " " يتغلغل بصمت كالسرطان يتآكل فيه لبنان "  "يفوق السلاح التقليدي " " قنبلة موقوتة "  " اجتياح السوريين " " تكاثر السوريين في لبنان تهديد سرطاني " هنا  هنا هنا هنا هنا هنا  هنا  هنا هنا هنا   

تنميط  

الموقف العنصري والنظرة السلبية تجاه النازحين السوريين تنم عن التصورات السلبية السابقة وارتكازها على مبنى خاطئ يفتقد للدقة والتوازن وتشكل دافعا للعنف ونشر مشاعر البغض نتيجة تعميم نمطية سلبية في النظرة الى الاخر، فالآخر من التنميط الى التهميش والاستبعاد. كل هذا يعزز التعصب ضد الآخر وينشر التمييز " طافت السجون بجربن " " كل لبناني بيأجر سوريين هو عميل وبيشبه الهمج يلي عم يأجرن " " السوريين المسعورين يبيعوا ولادن " " النازحين السوريين الذين ينتعشوا و يعتاشوا على الخراب " "سجل السوريين الاجرامي الحافل في لبنان بالاعتداء على الأطفال كثقافة متجذرة في بيئتهم " "  تسببتم بارتفاع نسبة البطالة ، شوهتم الثقافة والاماكن السياحية ، ارتكبتم كل أنواع الجرائم والموبقات ، لوثم الأرض والمياه ، أصبح منطقة رعب بعد ما استوطنه السوريون وحولوه إلى عالم اسود يحتوي كل أنواع القرف والموبقات ، أنهكتم البنى التحتية "  "سوريين وقحين " " السوري لم يترك موبقة او رذيلة إلا وارتكبها "  " خرج السوريون من سوريا لينشروا الفساد في الأرض "  " لا ينتمون للمجتمعات البشرية " هنا  هنا  هنا هنا هنا هنا هنا  هنا  هنا هنا  

 بناء خطاب الكراهية  

توفر منصات التواصل الاجتماعي فرصة لربط المجتمعات عبر حدود جغرافية واجتماعية وفي المقابل تستخدم هذه المنصات شر استغلال لنشر خطابات عنصرية ومن أجل شن هجمات على المجموعات والأشخاص وتهميشهم وإشعال فتيل الحوادث والعنف اللفظي والجسدي سواء كان فردي أو جماعي وذلك من خلال استخدام أشد الصور النمطية تطرفا وضررا وإثارة ونشر الإشاعات والمعلومات المضللة وتشويه الحقائق . 

آليات مكافحة خطاب الكراهية 

 عمدت منصات التواصل الاجتماعي على وضع استراتيجيات لحماية المستخدمين من التعرض للإساءات والمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي حددت منصة "X"سياسة السلوك الباعث على الكراهية مشددة على أنه لا يحق للمستخدمين الحث على العنف ضد آخرين أو تهديدهم أو مهاجمتهم بشكل مباشر على اساس العرق، او الاصل او النشأة القومية أو الجنس كما أوضحت أنه لا يجوز استخدام صور أو رموز تحض على الكراهية سواء في صورة الملف الشخصي او صورة رأس الصفحة. 

المرجع القانوني الدولي  

تعتبر جرائم التمييز وخطاب الكراهية والعنصرية من بين الجرائم الخطيرة التي تعاني منها المجتمعات في دول العالم والتي يؤكد المجتمع الدولي على ضرورة مكافحتها والتصدي لها على المستوى الوطني وذلك بإصداره العديد من المواثيق الدولية التي تضمنت النص على إلزام الدول الأطراف بضمان مبدأ المساواة والتصدي للتمييز وأفكار الكراهية من خلال تكريس إجراءات للوقاية من هذه التصرفات وتجريمها ولهذا  نصت المادة 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على أن " تحظر بالقانون أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز او العداوة أو العنف " 

خطة عمل رباط 

تقترح خطة عمل الرباط معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وتحدد اختباراً من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي (2) وحالة المتحدث (3) والنية تحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب (5) مدى نشر الخطاب (6) وأرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق. خطة العمل هذه ليست ملزمة لكنها خارطة طريق للإعلام الملتزم الحرية، والمساواة، وتفعيل الحقيقة ،والمساءلة. 

-

صمم المركز اللبناني لحقوق الإنسان برنامج تدريب المراقبين/ات على التحقق من معلومات وحقائق تتعلق بحقوق الانسان وكيفية رصدها في وسائل الإعلام وقدمه ضمن مشروع "حماية حقوق الإنسان وسط الأزمات في لبنان"، الممول من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية. ونشر المقالات بالتعاون مع منصة "شييك" للتحقق من الأخبار الكاذبة.   

 محتوى هذه المقالة والآراء التي تعبر عنها هي خاصة ولا تعكس بالضرورة موقف المركز أو آرائه دوماً.