في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وتزامناً مع ذكرى مرور شهر على استهداف صحافيين في الجنوب واغتيال المصور عصام العبد الله، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم المباشرة للأحداث في محيط بلدة يارون، جنوب لبنان، عبر إطلاق صاروخين سقطا بالقرب منهم. فقد تمّ استهدافهم بالرغم من ارتدائهم الزي الخاص بالصحافيين، وادّى ذلك إلى إصابة مصور قناة الجزيرة عصام مواسي.
يضاف هذا الاعتداء إلى سلسلة الاعتداءات التي شنّها الجيش الإسرائيلي ضدّ الصحافيين في فلسطين ولبنان في محاولة واضحة لإسكاتهم وطمس صوت الحق. فمنذ السابع من أكتوبر حتّى اليوم، نستطيع أن نرى نمط محدد يتمثّل باستهداف الصحافيين وعائلاتهم في غزة إذ استشهد ما يقارب 42 صحافي وعامل في مجال الاعلام اعتباراً من 13 تشرين الثاني/نوفمبر. يخالف هذا الاستهداف الفاضح للصحافة قرار مجلس حقوق الإنسان بشأن سلامة الصحفيين والمادة 79 من البروتوكول الأول الملحق بمعاهدات جنيف الذي ينص على التالي "يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ويجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات ".
ينبغي احترام الصحفيين المدنيين المكلفين بتغطية النزاعات المسلحة وحمايتهم بمقتضى القانون الدولي الإنساني من أي شكل من أشكال الهجوم العمدي والقصدي. الصحافة ليست ولا ينبغي أن تكون هدفاً لتلك الاعتداءات. يدين المركز اللبناني لحقوق الانسان هذا الاعتداء الفاضح والخرق المتكرر لأحكام القانون الدولي الإنساني في فلسطين ولبنان، ويطالب بمحاسبة جدية لإسرائيل التي ترتكب جرائم حرب واحالتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.