وقع كل من وزير الصحة العامة علي حسن خليل ووزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ووزير الدفاع شكيب قرطباوي على مبادرة  تحصين جميع السجناء  ضد التهاب الكبد الفيروسي في مؤتمر صحفي مشترك في وزارة الصحة العامة ظهر امس بحضور مدير عام وزارة الصحة وممثل عن اليونيسف، ممثل عن منظمة الصحة العالمية، ونقيب أطباء لبنان في بيروت الدكتور انطوان بستاني، واللواء ابراهيم بصبوص مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة ، والعقيد الطبيب وسام ذبيان رئيس لجنة متابعة الأوضاع الصحية في السجون اللبنانية وعدد من المهتمين. وقد جاء في مضمون المبادرة: «يعتبر موضوع تفشي التهاب الكبد الوبائي بين السجناء في السجون اللبنانية من أهم المشاكل الصحية التي تواجههم والتي تحتاج إلى تدخل سريع وحل جذري،لذلك سوف تقوم وزارة الصحة العامة بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات ووزارة العدل بحملة تلقيح للسجناء على الشكل التالي:1. تلقيح جميع السجناء الموجودين في السجون اللبنانية غير المصابين بالمرض 2. تلقيح كل سجين جديد يدخل إلى أي من السجون اللبنانية.3. تلقيح جميع الأطباء والممرضين والعاملين في السجون اللبنانية الذين هم على علاقة مباشرة بالسجناء مهما كان وضعهم وطبيعة العمل الذي يقومون به.4. يتم التلقيح لجميع الفئات المذكورة أعلاه على ثلاث جرعات بحيث تكون:أ. الجرعة الثانية بعد شهر من إعطاء الجرعة الأولىب. الجرعة الثالثة بعد 6 أشهر من إعطاء الجرعة الأولى.5. يتم تأمين اللقاحات من قبل وزارة الصحة العامة مجاناً، سوف يتم إعطاء اللقاح وفق آلية تنفيذية يتفق عليها من قبل الوزارات المعنية.وعلى الأثر أصدر وزير الصحة تعميماً جاء فيه: «... بعد أن أصدرت وزارة الصحة العامة تعاميم ملزمة لكافة النقابات والمستشفيات وكليات الطب والتمريض والمختبر بضرورة تحصين الأطباء والعاملين الصحيين وطلاب الطب والتمريض والقبالة والمختبر وسواها من الفئات المستهدفة بلقاح الصفيرة «ب» والتزمت الوزارة بتأمينه مجاناً إلى المستشفيات الحكومية والجامعات ومعاهد التمريض،تقوم وزارة الصحة العامة وبمناسبة اليوم العالمي للإلتهاب الكبدي بتأمين لقاح الصفيرة «ب» إلى كافة السجناء في السجون اللبنانية وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الداخلية والعدل ومنظمة اليونيسف ..».بداية عرضت رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية السيدة رندة حمادة لمحة سريعة عن مرض التهاب الكبد الفيروسي، كما عرضت لعمل البرنامج وأعداد المستفيدين منه وما تقدمه وزارة الصحة على هذا الصعيد.من جهته، شدد الوزير علي حسن خليل:على حق السجين في الرعاية الصحية وإن كان البعض وسط هذه الأجواء السياسية قد يستغرب خطوتنا وقال:»إن التهاب الكبد الفيروسي يصيب واحداً من كل اثني عشر شخصاً في العالم، كما يصيب الأشخاص المخالطين لهم، وهناك ما يقارب الخمسمئة مليون مصاب بالتهاب الكبد المزمن من نمطين ينتقلان عن طريق الدم: هما التهاب الكبد» B»   ، والتهاب الكبد «C «. ويموت ما يقارب المليون شخص كل عام نتيجة مضاعفات ذات صلة بالكبد، ومن بين أكثر تلك المضاعفات شيوعاً هو سرطان الكبد.وفي 28 تموز من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، وقد خصص وزراء الصحة  في جمعية الصحة العالمية هذا اليوم في عام 2010 ليكون فرصة لإذكاء وعي الناس بالتهاب الكبد، وللفت انتباههم إلى ما يمكن عمله للوقاية من هذا القاتل الصامت ومكافحته .وفي إقليمنا الشرق متوسطي، يعيش في أيامنا هذه، وبحسب مصادر منظمة الصحة العالمية،  سبعة عشر مليون شخص، وهم مصابون بالتهاب الكبد «C «، كما يصاب ما يقارب الأربعة ملايين وثلاثمئة الف شخص كل عام بعدوى التهاب الكبد «B» .وبعد أن أصبح هناك لقاحاً فعّالاً للوقاية من التهاب الكبد “B” ، واعتمده لبنان منذ العام 1998 ضمن الروزنامة الوطنية للقاحات الأساسية، حيث بلغت نسبة التغطية التحصينية بهذا اللقاح في العام 2012 ما يزيد عن 95% ، وأصبح بإمكاننا القول أننا منحنا أطفالنا حماية من العدوى بالتهاب الكبد «B» طيلة حياتهم. ونحن نواصل العمل بما أوتي لنا من موارد وقدرات، لنطال فئات أساسية أخرى، كان أبرزها في العام 2011 مقدمي الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية. إضافة إلى طلاب كليات الطب والتمريض والقبالة والمختبر، حيث تم تحصين ما يزيد على 7600 مقدم خدمة ، و 560 طالب من الفئات المذكورة.هذا، وكان هدفنا لهذا العام : السجناء، وذلك نظراً لما تتعرض له هذه الفئة من مخاطر سلوكية داخل أماكن الاحتجاز، مما دفع الأمم المتحدة بوضع مقررات ملزمة للدول تعطي الفئة المذكورة أولوية مطلقة في الحصول على الحقوق الصحية، وفي مقدمها لقاح الصفيرة «B» ، إذ أخذت وزارة الصحة العامة على عاتقها، وكما هو الحال مع مقدمي الخدمات الصحية وطلاب كليات الطب وسواهم، تأمين اللقاح مجاناً للسجناء ، وذلك في إطار التزامها بمقررات مؤتمر الأونيسكو للرعاية الصحية الأولية 2013. وأهداف البرنامج الوطني للتحصين الذي أردناه أن يكون موسعاً ليشمل فئات تتخطى حدود الطفولة وتتعداها إلى ما هو بقدر الأهمية ذاتها من فئات مختلفة.إن التهاب الكبد مرض يمكن الوقاية منه، صحيحاً أن كل واحد منا معرّض للإصابة به، إلا أن هذا نادراً ما يصيب من اتخذ الاحتياطات للوقاية منه، فلننتبه لهذا المرض الخطير، وإلى الطرق التي ينتقل عبرها من مريض لآخر، وإلى كيفية حماية أنفسنا منه.إننا الآن لدينا الوسائل والأدوات التي تمكننا من تحقيق التغيير إلى الأفضل، وهنا نحن نعمل بروحية فريق العمل الواحد التي تجمع وللمرة الأولى في لبنان ثلاث من أهم الوزارات حيوية لنطلق سوياً وبالتعاون مع منظمة اليونيسف مبادرة تحصين السجناء والتعاطي معها كفئة يجب تحسين أوضاعها وتأهيلها علها تندمج من جديد في مجتمع معافا بعيد عن الجرائم والمذلات والكوارث الاجتماعية..».بدوره، شكر وزير العدل وزير الصحة على مبادرته، وإذ أثنى على خطوة  تحصين السجناء من هذا الفيروس لاقت مسألة قال أنها خطيرة وربما أخطر تضرب المجتمع اللبناني وهو موضوع الادمان على المخدرات الذي يدخل في اهتمام وزارة العدل كما وزارة الداخلية وقوى الأمن، مشيراً إلى قانون المخدرات في جانبه المتعلق بالمدمنين الذين وفرت لهم وزارة الصحة أربعة مراكز للعلاج والتأهيل مشدداً على أهمية ودور هذه المراكز التي تعمل على تخليص العديد من هذه الآفة وتجاوزها.وقال:» أن التخلص من الادمان من شأنه أن يسقط عن متعاطيه الملاحقة القانونية وينقذه صحياً كما ينقذ مستقبله». ودعا الجامعات والأهل والمدارس إلى التنبه لمخاطر هذا الموضوع مشدداً على واجب الدولة أن تقوم بما يلزم مما يجب أن تقوم به.وأضاف: «استرعاني كلمة تحصين السجناء وهناك كلمة أخرى يجب أن نعمل لها ونهتم بها كوزارتي عدل وداخلية هي تحسين السجون، فعندما تحسّن السجون نحقق الكثير من التحصين حول الأمراض التي نواجهها».وأسف قرطباوي أنه «ليس مرض فيروس الكبد «ب « التي تواجهنا في السجون إنما هناك العديد من الأمراض كالسرطان والسيدا والحصبة والسكري والشلل وغيرها..».وأشار إلى أنه «بالأمس استقبلنا في السجن شخص مقعد يتعاطى مخدرات. نحن في الحقيقة وفي بعض الأحيان نسيء إلى السجين ولا نعتبره انساناً مشيراً إلى الاكتظاظ الشديد ومشاكله خليط في الجرائم واختلاط بين سجناء من ارتكابات مختلفة وهذه مسؤليتنا كدولة أن نجد حلاً لها».وقال:» لدينا نظرة خاطئة للسجين انه شخص يجب معاقبته. ولفت إلى ان هناك 21 سجنا»ً في لبنان إلى سجن روميه، وتطرق إلى سجن القبة شاكراً للفرنسيين تخصيصه في حينها مربطاً للخيول ونحن اليوم نستخدمه سجناً لأننا نعتبر السجين ليس إنساناً. ما نقوم به إننا نحاول قدر الامكان، لكن لا معالجة وهذه مسؤولية الدولة ومسؤولية الحكومات المتعاقبة وقال: نصرف أموالاً بكميات كبيرة في أماكن معينة وفي الاماكن التي نحتاج لصرف أموالاً أقل. كل ما استطاعت الدولة فعله قررت أن تبني أربعة سجون وتمنى أن نراها قريبا في الشمال وفي بعلبك وزحلة والجنوب,وعندما تكون لدينا سجوناً بمواصفات معينة تقل عندنا الأمراض وتقل المصاريف نظراً للمصروف الهائل التي تصرفه الدولة لطبابة السجون غير الوقت الذي يهدر في عملية نقل السجناء إلى المستشفيات.وأخيراً «طلب شربل من وزير العدل باعفاءات تخفيف الاحكام عن المساجين المرضى بأمراض مستعصية معتبراً أن لا معنى لسجنهم لأن حكم الله عليه أتى من حكم البشر وسأل لماذا اتركهم يموتون في السجن؟»فرد القرطباوي:» إن الامر يحتاج إلى تشريعات بهذا الخصوص».
http://www.aliwaa.com/Article.aspx?ArticleId=173371